

التعلم الحسي الحركي (المعروف أيضًا باسم التعلم عن طريق اللمس) هو أحد أساليب التعلم يحدث فيه التعلم عن طريق قيام الطلاب بأنشطة بدنية وليس الاستماع إلى مُحاضر أو مشاهدة شرح. وعادة ما يُطلق على من يفضلون التعلم الحسي الحركي “الفاعلون”، ويُشكل المتعلمون بطريقة اللمس – الحسية الحركية خمسة بالمائة من السكان. ويصنف نموذج فليمنج للبرمجة اللغوية العصبية (وهو واحد من أشهر التصنيفات المستخدمة على نطاق واسع لمختلف أنواع أساليب التعلم) أساليب التعلم كما يلي:
المتعلمون بالطريقة البصرية
المتعلمون بالطريقة السمعية
المتعلمون الذين يفضلون طريقة القراءة أو الكتابة
المتعلمون بالطريقة الحسية الحركية
معلومات تاريخية
اقترن الذكاء الحسي الحركي في الأصل بالقدرات الخاصة باللمس وقام هوارد جاردنر بتناولها بالتعريف والشرح في كتابه “أطر العقل: نظرية الذكاءات المتعددة” Frames Of Mind: The Theory of Multiple Intelligences (أطر العقل: نظرية الذكاءات المتعددة). ويصف جاردنر هذه الأنشطة (مثل: الرقص وإجراء عملية جراحية) بأنها تحتاج إلى قدر كبير من الذكاء الحسي الحركي: استخدام الجسم في إيجاد (أو فعل) شيء ما.
وكتبت مارجريت هادوبلر وتحدثت عن التعلم الحسي الحركي خلال أربعينيات القرن العشرين، وعرفته بأنه قدرة جسم الإنسان على التعبير عن نفسه من خلال الحركة أو الرقص.
الخصائص
وفقًا لنظرية أساليب التعلم، يكون الطلاب الذين أساس تعليمهم الأسلوب الحسي الحركي متعلمين بالاستكشاف: حيث يدركون الأشياء عن طريق العمل وليس التفكير قبل البدء في اتخاذ إجراء ما، وقد يكافحون من أجل تعلم القراءة والكتابة.
أثناء التعلم، تساعد الحركة الطلاب وتزيد من استيعابهم خاصة الطلاب الذين يحصلون على درجات أفضل بشكل عام في الامتحانات، وكثيرًا ما ينجح المتعلمون بالأسلوب الحسي الحركي في بعض الأنشطة مثل تجارب الكيمياء والأنشطة الرياضية والفنية والتمثيل، كما يمكنهم الاستماع للموسيقى في أثناء التعلم أو الدراسة. ومن الشائع لدى المتعلمين بالأسلوب الحسي الحركي التركيز على أشياء مختلفة في نفس الوقت وتذكر ما يتعلق بما يفعلونه، حيث يتمتعون بـ تآزر حركي بصري جيد. وفي التعلم الحسي الحركي، يبدأ التعلم عندما يستخدم المتعلم جسده في التعبير عن خاطرة أو فكرة أو مفهوم (في أي مجال).
في فصول المرحلة الابتدائية، قد يجد هؤلاء الطلاب صعوبة في التكيف لأنهم بحاجة للحركة، وقد تتسبب المستويات العالية من الطاقة لديهم في هياجهم وعدم هدوئهم أو صبرهم، وتعزز حركة المتعلمين بالأسلوب الحسي الحركي من ذاكرتهم على المستويين القصير والطويل.
التصنيف
تؤكد ريتا دان على أن التعلم الحسي الحركي والتعلم باللمس ينتميان لنفس أسلوب التعلم. ويصر جالييت بنزيون على أن التعلم الحسي الحركي والتعلم باللمس أسلوبان منفصلان للتعلم لهما خصائصهما المتباينة، ويعرف التعلم الحسي الحركي على أنه العملية التي ينتج عنها معرفة جديدة (أو فهم) مع اشتراك حركة أجساد المتعلمين في عملية التعلم، وتُجرى هذه الحركات لبناء معرفة جديدة (أو توسيع الموجودة). ووجدت بنزيزن أن التعلم الحسي الحركي – في أفضل حالاته – يتم إنشاؤه عندما يستخدم المتعلمون اللغة (كلماتهم الخاصة) من أجل تعريف وتوضيح وحل وتصنيف كيف تعكس حركة أجسامهم المفهوم الذي يستكشفونه. ومن أمثلة ذلك استخدام طالب الحركة لإيجاد نتيجة جمع 1/2 زائد 3/4 بحركة مناسبة ثم توضيح كيف أن حركته في الفراغ تعكس العملية الحسابية المؤدية للإجابة الصحيحة.
نقص الأدلة
على الرغم من أن مفهوم أساليب التعلم شائع بين المعلمين في بعض البلاد (ويعبر الأطفال والكبار عما يفضلونه من وسائط التعلم)، لا يوجد دليل على أن تحديد الطالب لأسلوب تعلمه يجعل المخرجات أفضل، بل على العكس هناك أدلة قوية على أن الافتراضات المترابطة (أن الطالب سوف يتعلم بشكل أفضل إذا درس بالطريقة التي تعتبر مناسبة لنمط تعلم الطالب) غير صالحة للاستخدام. كما أن الدراسات المُصممة تصميمًا جيدًا “تتعارض صراحة مع أشهر الافتراضات المترابطة”.
يرى من يدعمون ذلك أن الدليل المتعلق باستفادة المتعلمين بالأسلوب الحسي الحركي في التعليم الخاص (أو المواد المستهدفة) يكون في أفضل أحوال التمازج عند اقتران التعلم الحسي الحركي بالتعلم باللمس (وليس فصلهما) ومن المحتمل أن يسيء المدرسين تحديد أساليب تعلم الطلاب.
ومن جانب آخر أظهرت الدراسات أن أسلوب العروض المختلطة (مثال: استخدام التقنيات السمعية والبصرية) قد ساعد في تحسين النتائج في مختلف الموضوعات. كما أن التعليم الذي يحفز أكثر من التعلم السمعي (على سبيل المثال: التعلم الحسي الحركي) هو الأكثر احتمالاً لتعزيز التعلم في عدد من الطلاب غير المتجانسين.